حكم زواج القاصرات: إجابة أمين الفتوى

مقدمة

في سياق الحوار المجتمعي المتواصل حول موضوع زواج القاصرات، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية النضج العقلي والقدرة على تحمل المسؤولية كأساس لبناء أسرة سليمة. جاء هذا التصريح خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، حيث أشار الشيخ عثمان إلى أن الزواج ليس مجرد علاقة اجتماعية أو جسدية، بل هو مسؤولية تتطلب قدرة عقلية وذهنية ناضجة. وأضاف أن الزواج في سن مبكرة قد يعرض الفتيات لمستقبل غير مستقر، موضحًا أن الحياة أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في الماضي.

الزواج والنضج العقلي

أهمية العقلانية في بناء الأسرة

أوضح الشيخ عويضة عثمان أن الزواج يتطلب نضجًا عقليًا يسمح للأفراد بتحمل مسؤولياتهم بفعالية. وأكد أن الشباب في مرحلة مبكرة من العمر غالبًا ما يفتقرون إلى القدرة على التفكير واتخاذ القرارات بعقلانية. وأشار إلى أن الشرع الإسلامي يهدف إلى الحفاظ على مصلحة الأفراد والمجتمع، مما يجعل الزواج في سن صغيرة، خاصة للبنات القاصرات، ضارًا بمستقبلهن وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأجيال القادمة. تعرف على المزيد عن الأخبار الدينية.

تغير النظرة إلى الزواج في العصر الحديث

التحديات المعاصرة والمسؤوليات الكبيرة

أكد أمين الفتوى أن النظرة إلى الزواج قد تغيرت في العصر الحديث، حيث أصبحت الحياة أكثر تعقيدًا والمسؤوليات أكبر من أن يتحملها شخص صغير. وأوضح أن الزواج في سن صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تدمير حياة الفتاة لأنها تظل في مرحلة نمو عقلي ونفسي لا يسمح لها بتحمل أعباء الأسرة بشكل صحيح. كما أشار إلى أهمية تحديد سن الزواج بناءً على النضج العقلي وليس البدني، موضحًا أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يحددا سنًا معينًا للزواج، بل يجب أن يتوافق مع تطور المجتمع واحتياجاته.

الخاتمة

في ظل تعقيدات الحياة المعاصرة، يبرز النقاش حول زواج القاصرات كموضوع ذو أهمية كبيرة. تدعو هذه القضية المجتمع إلى التفكير بعمق في مدى تأثير الزواج المبكر على الشباب، خاصة الفتيات، ومدى أهمية النضج العقلي في بناء أسرة قادرة على مواجهة تحديات الحياة. نود دعوة قرائنا للمشاركة بآرائهم وتجاربهم حول هذا الموضوع الهام.